آخر الأخبار
سقطرى على حافة الشطب: هل تُنتزع من قلب العالم؟!
في أقصى جنوب اليمن، على مرمى عين من المحيط الهندي، يرقد أرخبيل سقطرى كجوهرة بيئية نادرة، احتفى بها العالم، ووضعتها منظمة اليونسكو قبل سنوات على قائمة التراث الطبيعي العالمي.
لكن الجوهرة اليوم على وشك أن تُسحب من عنق العالم، بعد أن فقدت بريقها تحت وطأة التدخلات البشرية.
وصلت لجنة ميدانية من منظمة اليونسكو إلى الأرخبيل، لا تحمل أدوات التوثيق فقط، بل محاضر الاشتباه. الهدف: إجراء مسح شامل لتقييم حجم الانتهاكات التي طالت التنوع البيئي الفريد، بفعل استحداثات بشرية متسارعة، يرى ناشطون أنها تمت بتواطؤ مباشر من السلطة المحلية، وتسهيلات يصفها السكان بـ"الممنهجة".
ليست هذه الزيارة عابرة، بل تسبقها شهور من التحذيرات التي أطلقتها المنظمة الأممية، في نبرة لم تألفها سقطرى من قبل.
تهديدات صريحة بإزالة الأرخبيل من القائمة العالمية، بعدما رُصدت تعديات خطيرة تهدد بانقراض أنواع نباتية وحيوانية لا توجد إلا في هذا المكان وحده.
وبحسب مصادر محلية، فإن الفريق يسعى لتقديم تقرير فني، سيكون حاسمًا في تقرير مصير الجزيرة: إما استمرارها ضمن القائمة مع فرض قيود صارمة، أو شطبها من التراث العالمي، وهو قرار لن يكون مجرد إجراء إداري، بل ضربة موجعة لسمعة الدولة، ولحلم كثيرين رأوا في سقطرى ملاذًا بيئيًا نقيًا في زمن ملوث.
كل هذا يحدث بينما يلوّح في الخلفية قرار أصدره المحافظ الموالي للإمارات قبل أشهر، يقضي بالسيطرة على الهيئة العامة لحماية البيئة في الأرخبيل، ونهب معداتها ومركباتها.
خطوة يرى فيها مراقبون تجاوزًا فجًّا على مؤسسة يفترض أنها الدرع الأول في مواجهة الانتهاكات.
بين ذاكرة العالم ومخالب العبث، تقف سقطرى اليوم أمام مفترق طرق. فهل تظل محمية بضمير العالم، أم تُترك فريسة لمشاريع لا ترى في الطبيعة سوى أرضًا تُقتسم؟.