آخر الأخبار
إهانة أم إغاثة؟.. غضب واسع في تعز بسبب توزيع سلال غذائية للمعلمين مصحوبة بصور "بن زايد"

الجمعة, 02 مايو, 2025 - 01:48 صباحاً
أثارت مبادرة توزيع سلال غذائية على المعلمين في محافظة تعز، برعاية عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد ما يُعرف بـ"المقاومة الوطنية" المدعومة إماراتيًا، طارق صالح، موجة غضب واسعة، خاصة بعد رفع صوره وصور الرئيس الإماراتي محمد بن زايد خلال عملية التوزيع.
واعتبر ناشطون ومتابعون أن هذه الخطوة "استخفافًا بكرامة المعلمين" وتحويل قضيتهم العادلة إلى منصة للدعاية السياسية، في وقت يطالبون فيه بصرف رواتبهم المتأخرة ورفع أجورهم بما يتناسب مع الانهيار الاقتصادي الحاد.
ومنذ أربعة أشهر، تشهد تعز إضرابًا تربويًا شاملًا، مع استمرار المعلمين في تنظيم مسيرات أسبوعية للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، وسط تجاهل رسمي.
وجاءت مبادرة صالح، التي رُفعت خلالها صوره وبن زايد، لتُفاقم السخط الشعبي، حيث رأى كثيرون أنها محاولة لاستغلال معاناة المعلمين لتحسين صورة جهات سياسية، بدلًا من تقديم حلول جذرية لأزمة الرواتب.
ردود أفعال غاضبة
وانفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من الانتقادات الحادة، ووصف ناشطون الحملة بأنها "استعراض سياسي مكشوف" و"استغلال لمعاناة الناس".
وكتب الناشط السياسي رامز الشارحي على فيسبوك: "تحول الحكام إلى متصدقين.. ما حدث اليوم ليس سوى إهانة سافرة، ويستحق ألف ثورة!"، معتبرًا أن "الشعب في نظرهم قطيع لا يستحق سوى الفتات".
بدوره، وجّه رائد التميمي رسالة مباشرة لطارق صالح: "المعلم لا يحتاج صدقات، بل حقوقًا تُصرف بكرامة. واجبكم هو تكريمه بتوفير راتب عادل، لا تحويله إلى متسول يحمل صور المسؤولين مقابل سلة غذائية!"
"إذلال مُمنهج".
وسخر ناشطون من تحويل المسؤولين إلى "فاعلي خير" بينما يتقاعسون عن أدوارهم الأساسية. وعلق خالد القحطاني ساخرًا: "سلة بـ20 ألف ريال، والدعاية بملايين.. المعلمون ليسوا أرامل ليتصدق عليهم مسؤولو الدولة!"
أما الكاتب محمد الخامري فوصف المبادرة بـ"الإهانة المُتعمدة"، قائلًا: "المعلم يُجبر على رفع صور سياسيين مقابل سلة لا تكفي أسبوعًا.. اليمنيون ليسوا عبيد إعاشة!"
"غسل السمعة".
كما اعتبر ناشطون أن الحملة محاولة لتحسين صورة طارق صالح والإمارات. وكتب منير المحجري: "لا يمكن غسل الماضي الأسود بسلال غذائية.. أبناء تعز يعرفون تاريخ من دمّروا مدينتهم!"
بينما أشار محمد اليوسفي إلى المفارقة: "الكويت قدمت مليارات دون فرض صور مسؤوليها، بينما الإمارات تطلب رفع صورتها مقابل نصف كيس دقيق!"
الصحفي طه صالح قارن بين مشاهد مماثلة حصلت مع رجال المرور، وقال: " اخجلوا، استحوا، عيب ما يحدث، سلة غذائية لا تكفي أسرة معلم لشهر، ويرافقها كل هذا الاستعراض بالصور والشخصيات".
وأردف "احفظوا كرامة المعلم، وكرامة رجل المرور، وكرامة المواطن، لا ترقصوا بصوركم على جوع بطونهم".
تأتي المبادرة المصبوغة بهدف سياسي، في وقت يواجه المعلمون ظروفًا معيشية قاسية، مع انهيار العملة ووصول سعر الدولار لأكثر من 2600 ريال. وتظل مطالبهم الأساسية – رفع الرواتب وصرف المستحقات – حبيسة الوعود الحكومية، فيما تحولت "المبادرات الفردية" إلى أداة للاستقطاب السياسي، وفقًا لمراقبين.
