آخر الأخبار

الوضع الراهن والحل!!

السبت, 26 أبريل, 2025

صحيح أن الوضع الراهن محتقن، وأصبح الكل متوجس من الآخر، سلطة منذ أن تربعت تعيش على الأزمات، وتحرض وتحشد الناس بوعود طال أمدها، فكثر الكذب، وكما يقال بالعامية كمل الكذب، واليوم الوضع محقتن والناس تترقب، ومع استمرار الكذب والمغالطات لم تعد تصدق أيا منهما، وسلطة لا تملك مشروع ولا حل ما عليها إلى أن تستمر في تأزيم الوضع ليصل إلى مستوى من الاحتقان يغلق كل أبواب التنفس، ونحن اليوم في صمت رهيب، وترقب مخيف، ينتظر الحجر التي ستحرك المياه الراكدة، تلك الحجر التي سترميها الشجاعة، وتكسر حاجز الخوف والتوجس، هي الصفعة الأولى التي ستوجه للمتطفلين ممن يعيشون على المياه الراكدة، من فيروسات الحرب والطفيليات التي تقتات على القمامة والمياه الآسية.
    عندما نشير للمشكلة فلا يعني أن لدينا خصومة مع من يثيرونها، أو خلافا مع الجهة المعنية بحلها، بل هدفنا إيصال الصوت للناس لتعرف مآلات المشكلة وخطورتها على المدى المنظور قريبًا وبعيدًا.
 
    هل نحن في أزمة؟، نعم بل نحن في أزمات، والاعتراف هو منطلق الحل، أزمات حلها في إدارتها باحترافية وثقة، ومن يريد الحل سيسعى له، أو التعقيد، والناس تراقب وتدرك النوايا من السلوك والخطاب والقرارات.
   
  نحن أمام جهات رسمية تفتقر للقدرة على المبادرة في قرارات استثنائية والتضحية من أجل الصالح العام، وسير وفق القنوات الرسمية لضمان حق الحصول على إجابات واضحة عن أسئلة الواقع وحلول حقيقية تفكك احتقان هذا الواقع. 
 
    أمامنا مشكلات وتدور حولها أحاديث، وبدلاً من احتواء المشكلة تلجأ السلطة لاحتواء الحديث، وبالتالي إغلاق منصات وقنوات الحوار، التي من خلالها تتبلور الأفكار وتنتج الحلول، ويبرز صوت الحق ويكتسب شجاعة في رمي الحجر لتحريك الركود وتطهير المياه من الفيروسات وطفيليات القاذورات. 
    لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها هي أن الأزمات لا تختفي بعدم الحديث عنها، بل تتفاقم عندما يشعر المواطن أنه مُجبر على الصمت أو أن صوته غير مسموع.
   
  والأخطر من ذلك، أن غياب التصريحات الرسمية الواضحة والشفافة، والتحديثات الدورية ووضوح الموقف يفتح الباب على مصراعيه للشائعات والتأويلات، مما يزيد من حالة الاحتقان والشك العام.
   
  في المقابل، تدرك المؤسسات الناجحة أن الأزمات الإعلامية ليست مجرد تحديات، بل يمكن أن تكون فرصة لتعزيز ثقة الجمهور بها، من خلال التعامل بشفافية، والاعتراف بالمشكلة، واتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجتها. فالمواطن لا يبحث عن الكمال، لكنه يقدّر الصدق والمسؤولية.
   
  غياب التصريحات الرسمية يخلق فراغًا إعلاميًا سرعان ما تملؤه الشائعات، مما يجعل السيطرة على الموقف أكثر صعوبة.
   
  التوضيحات الرسمية يجب أن تكون واضحة وجدية، تقدّم إجابات حقيقية وتفسيرات مقنعة للمواطنين، وليس مجرد بيانات إنشائية لإسقاط الواجب.
    المواطن يحتاج إلى معرفة أسباب المشكلة، وما الذي سيتم فعله لحلها، وما الذي يجب عليه فعله وليس فقط سماع عبارات عامة عن "المتابعة والاهتمام".  
  محاولة كبت أو تهدئة الرأي العام دون معالجة المشكلة هي مجرد تأجيل وترحيل للمشكلة، الحلول الحقيقية تُبنى على الاعتراف بالمشكلة والعمل على حلها، وليس على محاولات احتوائها إعلاميًّا.
    الإدارة الفعالة للأزمات لا تعني التحكم في اتجاه النقاش، بل في السيطرة على المشكلة نفسها من خلال قرارات مسؤولة تعيد ثقة المواطنين.  
  الأزمات تختبر قدرة المسؤولين ومؤسساتهم على التعامل مع الواقع بشفافية ومسؤولية، ومن يختار إغلاق الأبواب وترك الناس في حالة من التساؤل والتخمين، عليه أن يدرك أن المشكلة لن تُنسى، بل ستظل قائمة ويمكن تتطور حتى يتم حلها بالشكل الصحيح، فالحل هو النهاية، وعدم الحل هو مضيعة للوقت حتى نصل للنهاية.

استفزاز القبائل!
الثلاثاء, 22 أبريل, 2025
جيل لم يتلطخ بعد
الثلاثاء, 25 مارس, 2025