آخر الأخبار
القنابل الأمريكية.. كابوس يسرق براءة أطفال صنعاء (تقرير خاص)

استمرار سقوط الضحايا جراء الغارات الأمريكية
الإثنين, 28 أبريل, 2025 - 09:53 صباحاً
تعيش العاصمة اليمنية صنعاء أوقاتًا عصيبة، حيث تتعالى أصوات الانفجارات الناتجة عن غارات المقاتلات الأمريكية، مما يحول الأجواء الساكنة إلى كابوس مستمر، خصوصا مع استمرار سقوط الضحايا المدنيين جراء الغارات.
وأمس الأحد، تم استهداف 3 منازل في مديرية بني الحارث بصنعاء ، ما أسفر عن 8 قتلى بينهم أطفال ونساء وعدد من الإصابات كحصيلة أولية، بحسب بيانات لجماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة.
ومع تصاعد وتيرة الغارات، يصبح الرعب جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للسكان، حيث تغرق المدينة في ظلام الحروب ويقترب الموت منها بشكل متزايد.
وتتجول الأمهات في شوارع صنعاء، وعيونهن تبحث عن بارقة أمل بين الأنقاض جراء استمرار تصاعد الغارات الأمريكية على اليمن.
وتروي "أم عائشة" ذكرياتها عن طفلتها التي كانت تلعب في الحديقة، وتقول: "عائشة لم تعد تطلب مني الذهاب إلى الحديقة. إنها تخاف من كل شيء، حتى من صوت الطرق على الباب". هذا التغير المفاجئ في حياة الأطفال يوضح مدى تأثير الحرب على نفسيتهم".
وتتبادل الأمهات الحكايات المؤلمة، حيث يكتشفن أن أطفالهن يعانون من نفس المخاوف.
وتقول إحداهن: "حتى الأصوات العادية تثير ذعرهم، لم نعد نعرف كيف نعيد لهم الأمان"، وتعيش العديد من الأمهات بمفردهن مع أطفالهن بعد أن غادر الأزواج إلى الغربة بحثًا عن لقمة العيش، مما يضيف إلى شعورهن بالوحدة والخوف.
وتتذكر "أم محمد" محادثاتها مع زوجها عبر الهاتف، بينما تتردد أصوات الانفجارات في الخلفية، وتقول: "كنت أخبره أن الأطفال بحاجة إليه، لكنه يشعر باللوم لأنه بعيد عنا".
هذه الظروف الصعبة تضع الأمهات في مواجهة التحديات، مع محاولات لتحويل الخوف إلى قوة.
وفي خضم هذا الرعب، يظل الشعب اليمني متضامنًا مع ما يحدث في غزة، حيث تعبر الكثير من الأسر عن مشاعر الألم المستمر.
يردد البعض: "نحن نتابع الأحداث هناك، لكننا نعاني أيضًا هنا في صنعاء". هذه الروابط الإنسانية تؤكد أن الألم واحد، سواء كان تحت سماء غزة أو صنعاء.
وتصرخ أصوات الأطفال في صنعاء مناداةً للعالم لحماية المدنيين، مع كل يوم يمر يحمل معه المزيد من الحكايات المحزنة، ومع كل دوي انفجار، ترتفع صرخات الأمهات لتطالب العالم بالنظر إلى معاناتهم.
وبينما تشهد صنعاء كابوسًا يوميًا، يبقى الأمل موجودًا في قلوب من يرفضون الاستسلام، فيكفي أن تتوحد أصواتهم مع أصوات الإنسانية العالمية، ليجعلوا من هذا الأمل نداءً لا يمكن تجاهله، حيث يجب أن تتجلى الإنسانية في كل مكان، ويتطلب استخدام أدوات السلام لإنقاذ هؤلاء الأطفال وأمهاتهم من عالمهم المظلم إلى شمس جديدة.
